تاريخ الإضافة 2015/06/03م
الخليج اونلاين-
عززت المنظومة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي جهودها الاستخباراتية لمراقبة مجريات الأحداث المتسارعة في سوريا، خاصة مع تأكيد التقديرات التي تفيد بأن نظام الأسد لا ينجح في التعامل مع تقدم المعارضة المسلحة وخساراته السريعة لمساحات شاسعة، حتى إن نائب رئيس أركان جيش الاحتلال صرّح لصحيفة “هآرتس” العبرية أن “جيش الأسد عملياً لم يعد موجوداً”.
فبحسب ما ذكر المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، تلاحظ المخابرات الإسرائيلية ضغطاً متزايداً على نظام الأسد و”حزب الله” اللبناني على ضوء الخسارات المتتالية بالشهور الأخيرة في سوريا، ويظهر هذا الضغط ليس في سلسلة الخطابات النادرة لحسن نصرالله الأخيرة -إذ ألقى 3 خطابات خلال أسبوع- لكن في الجهود الاستثنائية المبذولة أيضاً في تجنيد مقاتلين ليشاركوا في المعارك.
وتأكيداً على ذلك، ذكرت صحيفة “ذا تايمز لندن” البريطانية في تقرير لها، الثلاثاء، أن إيران تجنّد مرتزقة أفغانيين شيعة للقتال في صفوف جيش الأسد مقابل آلاف الدولارات.
كما أن “حسن نصر الله” شدد في خطابه الأخير على ضرورة انضمام المزيد من اللبنانيين للقتال ضد تنظيم “الدولة” كمحاولة لجلب الدعم وتعويض الخسارات البشرية في صفوفه وصفوف الأسد.
وفي هذا السياق تقول الصحيفة إن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن “حزب الله” خسر على الأقل 80 مقاتلاً من صفوفه خلال معارك القلمون فقط.
وفي تعليقه على الموضوع، قال مصدر أمني للصحيفة: إن “هذه ليست لحظات سعيدة لا لحزب الله ولا للأسد ولا لإيران في سوريا”.
وأضاف بأن ثلاثتهم موجودون في مأزق، وعليهم اتخاذ قرار هل يجب عليهم الاكتفاء بحماية المناطق العلوية واللاذقية وطرطوس عن طريق تدفق المزيد من التعزيزات لحمايتها، أو أن عليهم الاستمرار في المشاركة بالمعارك بنفس القوة بمنطقة جبال القلمون.
ففيما يخص “حزب الله” تقول التقديرات الإسرائيلية إنه خسر أكثر من 1000 مقاتل خلال مشاركته في القتال بسوريا، لكنه بلا شك يخفي العدد الحقيقي للخسارات البشرية في صفوفه، لذا فمن المتوقع أن يفوق عددهم التقديرات بكثير.
وتضيف الصحيفة على لسان نائب رئيس الأركان، يائير جولان، أن الاحتلال الإسرائيلي يزيد من انتباهه تجاه الحدود الشمالية. فعلى الرغم من كون انشغال “حزب الله” في معاركه داخل سوريا يعتبر مطمئناً للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا الوضع لن يدوم.
فمن ناحية أخرى عزز “حزب الله” وجوده على الحدود مع لبنان وفي هضبة الجولان أيضاً، كما أن هدوء الفصائل السنية الموجودة على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال لن يدوم إلى الأبد، وقد تقرر في أي لحظة توجيه قواتها نحو دولة الاحتلال. لذا يرى “جولان” أنه “على الرغم من الهدوء الاستراتيجي الحالي إلا أن هناك مخاطر عديدة ما زالت مختبئة على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا”.
وفي هذا السياق أضاف أن دولة جيش الاحتلال “سمحت لنفسها بعدم التدخل بمجريات الأحداث في سوريا، إلا أن هناك سيناريوهات مستقبلية مقلقة”، وذلك لأن سوريا ولبنان تحوّلتا إلى جبهة واحدة، الأمر الذي يزيد من حاجة تعزيز مراقبة المجريات هناك والاستعداد لما هو قادم.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video